كانت تكره هذا الطفل وتعامله معاملة مختلفة تماما عن باقي الطلاب وعندما قالت لهم إني أحبكم جميعا ولكن من داخلها تستثني هذا الطفل، لأنه يأتي كل يوم بملابس متسخة، ولا يتحدث مع أحد، ولا يخالط أحد في وقت الراحة.
ولهذا كان يجب عليها أن تراجع جميع التقارير التي تم إصدارها طوال السنوات السابقة حتى وصل للصف الخامس، فوجد معلم الصف الأول قال عنه أنه طفل موهوب، وينهي دروسه بعناية واهتمام، أما معلم الصف الثاني قال أنه تلميذ محبو وسط أصدقائه، ولكنه أصبح منزعجا بسبب مرض والده بالسرطان، ومعلم الصف الثالث قال عنه أنه لقد كان وفاة والدته كان صعب عليه وأنه حاول كثيرا لتغلب على ذلك ولكن سرعان ما تؤثر عليه ظروف حياته، ومعلم الصف الرابع تلميذ منطوي على نفسه وأنه لا يريد التعلم، وأنه لا يحب أن يتحدث مع أحد.
وجاء يوم الاحتفال بعيد الأم، فأتي زملاؤه هدايا للمعلمة ملفوفة بشكل جميل ماعدا هو فكانت في كيس من الورق، فضحك التلاميذ، وعندما فتحت المعلمة الكيس وجدت بداخله عقد من الصدف، وزجاجة من العطر بها القليل جدا، فأعجبت بها، ووضعت من العطر حتى يعلم أنها سعيدة بها، وعندما انتهي اليوم لم يذهب بل ظل واقفا حتى قال لها الآن أنتي بك رائحة أمي!!!!
وهنا انفجرت المعلمة بالبكاء لأن هذه الرائحة هي التي كانت تضعها أمه، ومنذ هذا الوقت استعاد نشاطه، وكتب لها أنها أفضل معلمة قابلها في حياته، ولكن ها هي التي شكرته وقالت له شكرا لأنك أنت الذي علمتني كيف أكون معلمة.
وبعد مرور السنوات أعطي لها بطاقة دعوة لحضور حفل تخرجه من كلية الطب والذي كتب عليها أبنك تيدي، وذهبت وهي ترتدي نفس العقد والعطر، وهو الآن صاحب أكبر مركز لعلاج السرطان (مركز ستيوترت)، هو الطبيب المشهور تيدي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق